-
النقطة المهمة الموجودة في المقام هي أنّ الإمام الصادق عليه السلام يقول في هذه العبارة: إنّ من يريد الله أن يهديه يجعل هذا النور في قلبه! أما الذي لا سبيل له للهداية فلا نور له، هذا معنى هذا الكلام، فعكس نقيض هذه القضية: كل من يريد الله أن يهديه يجعل في قلبه هذا النور، تصير هكذا: كل من لا يريد الله أن يهديه ولا سبيل له إلى الهداية فلن يوجد في قلبه هذا النور، هذا مطلب!
-
والمطلب الآخر الذي يستفاد من هذا الكلام هو أنّه هل يمكن لهذا النور الذي جعله الله في قلب هذا الشخص ليهديه أن يسوقه إلى غير الهداية؟ حتماً غير ممكن! يعني إذا وضع الله نوراً في قلب شخص، أو وضع هذا العلم في قلبه، فلا يمكن أن يسوقه هذا النور وهذا العلم إلى غير الهداية؛ كأن يودي به إلى الضلال والضياع مثلاً. هذا معنى الرواية! فالإمام يريد أن يقول: الذي يريد الله تعالى أن يهديه يجعل هذا النور في قلبه، فإذا فرضنا أنّ هذا النور كان في قلب شخص، فهل يمكن أن يتوجّه إليه غير الهداية؟! كلا لا يمكن! فإذا رأينا شخصاً أتى من غير طريق الهداية واعتمد الطرق الأخرى التي نعرف قطعاً أنّها ليست طرق هداية، فسوف نعلم قطعاً بأنّه ينبغي أن لا يكون في قلبه نور؛ لأنّه يحصل تعارض في هذه الحالة، فهل يمكن لمن لديه هذا النور الذي جعله الله أن يسير منحرفاً؟ أو أن يمشي بهذا الاتجاه وذاك الاتجاه؟ لا يمكن ذلك أبداً! فكيف يمكن ـ من جهة ـ أن يكون في قلبه نور، ومن جهة أخرى يعطي دستورات مخالفة، يعلم الإنسان بأنّها مخالفة قطعاً لا أنّه يشك فيها! هذا كلام الإمام الصادق عليه السلام، لا أتكلّم من تلقاء نفسي.
هل يمكن لمن لديه نور من الله أن ينحرف؟ ما معنى العلم الحصولي والعلم الحضوري؟ وهل يمكن للسالك أن يعتمد على أي خبر يصله دون التثبّت والتفحّص؟ وهل العلم الحضوري هو نفس الرؤيا والمكاشفة؟ أسئلة أجاب عليها سماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني رضوان الله عليه في هذه المحاضرة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مرتبطة من قبيل أنّ الذي يأخذ بيد السالك ينبغي أن يكون لديه علم حضوري، وغيرها من المواضيع